{هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1)}هل بمعنى (قد) في الاستفهام خاصة، والأصل: أهل، بدليل قوله:أَهَلْ رَأَوْنَا بِسَفْعِ الْقَاعِ ذِي الأكمِ ***فالمعنى: أقد أتى؟ على التقرير والتقريب جميعاً، أي: أتى على الإنسان قبل زمان قريب {حِينٌ مّنَ الدهر لَمْ يَكُن} فيه {شَيْئاً مَّذْكُوراً} أي كان شيئاً منسياً غير مذكور نطفة في الأصلاب والمراد بالإنسان: جنس بني آدم، بدليل قوله: {إِنَّا خَلَقْنَا الإنسان مِن نُّطْفَةٍ} [الإنسان: 2]؟ {حين منالدهر} طائفة من الزمن الطويل الممتد فإن قلت: ما محل {لم يكن شيئاً مذكوراً} قلت: محله النصب على الحال من الإنسان، كأنه قيل: هل أتى عليه حين من الدهر غير مذكور. أو الرفع على الوصف لحين، كقوله: {يَوْماً لاَّ يَجْزِى وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ} [لقمان: 33]، وعن بعضهم: أنها تليت عنده فقال: ليتها تمت، أراد: ليت تلك الحالة تمت، وهي كونه شيئاً غير مذكور ولم يخلق ولم يكلف.